الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
تقول: نبأته عن كذا أو بكذا، ونبأته كذا. ومن الأول قوله تعالى: {نبوني بعلم} (1) ومن الثاني قوله تعالى: {من أنبأك هذا} (2) أي: بهذا، أو عن هذا (3)، يقول العكبري: "وقد ذهب قوم إلى أنه يتعدى بنفسه، واستدل بهذه الآية، وليس فيها دليل، لأنه قد استعمل في مواضع أخر بحرف الجر أكثر من استعماله بغير حرف الجر، فالحكم بزيادة الحروف في تلك المواضع لا يجوز، فأما حذف حرف الجر فأسوغ من الحكم بزيادته، ولهذا كان أكثر، كقولك: أمرتك الخير" (4).وشواهد هذه الأفعال كثيرة معلومة (5) لا نطيل بذكرها، و"حقيقة تعدي هذه الأفعال بتقدير حرف الجر، فإذا قلت: أنبأت زيدا خالدا مقيما، فالتقدير: عن خالد لأن أنبأت في معنى أخبرت، والخبر يقتضي (عن) في المعنى، بمنزلة: أمرتك الخير والمراد: بالخير، لأن الفعل في كل واحد منهما لا يتعدى إلا بحرف جر، فإذا ظهر حرف الجر كان الأصل، وإذا لم يذكر، كان على تقدير وجوده واللفظ به؛ لأن المعنى عليه واللفظ محوج إليه" (6).ويرى أكثر النحويين (7) أن هذه الأفعال إذا تعدت إلى ثلاثة فهي متضمنة معنى أعلم.- - - - - - - - - -(1) الأنعام: 143.(2) التحريم: 3.(3) ينظر: اللباب: 1 /256، والبحر المحيط: 10 /210.(4) اللباب: 1 /256.(5) ينظر المراجع التي عدت هذه الأفعال من هذا الباب، ويزاد عليها: شرح الكافية الشافية: 2 /569- 567، وشرح ألفية ابن مالك: 81- 82، والمطالع السعيدة: 255- 256، وهمع الهوامع: 1 /507- 509.(6) شرح المفصل: 7 /67.(7) ينظر المراجع في أصل هذه المسألة ويزاد عليها: الإيضاح: 156، وشرح المقدمة المحسبة: 2 /363، وتلقيح الألباب: 73، وشرح الجمل لابن عصفور: 1 /310، 330، والمقرب: 185، وشرح عمدة الحافظ: 1 /250- 253، ومغني اللبيب: 680- 681 وشرح الأشموني: 2 /40.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 169- مجلد رقم: 1
|